قال محمد محسن أبو النور المحلل السياسي والباحث الأكاديمي فى الشؤون الإيرانية، إن اليوم، السبت، هو اليوم الرابع على التوالي منذ اندلاع الثورة مساء الأربعاء الماضي وفي تمام العاشرة صباحا بتوقيت إيران “الثامنة والنصف بتوقيت القاهرة”، وانضمت نحو 20 مدينة كبيرة للثورة بإيران، وبذلك تكون أبرز المدن المشاركة في الثورة حتى الآن هي خرّم أباد وسبزوار وكرمنشاه وقم والأحواز وأصفهان وقوجان وقائمشهر وقزوين ورشت وزاهدان وهمدان وطهران وشهركرد ويزد وطهران ومازندران وتشهارمحل.
وأكد أبو النور أنه من المرجح انضمام محافظات مؤثرة أخرى مثل فارس وخراسان الشمالية وسيستان بلوشستان وكلستان وكل إقليم تركمن صحراء وسمنان وبختياري وآراك، لافتا إلى استعملت قوات الأمن العنف ضد المتظاهرين من خلال القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه والضرب بالعصا، فيما رفض عدد كبير من المجندين الريفيين ضرب الثوار وألقوا أسلحتهم وانضموا إلى صفوف المتظاهرين.
وأضاف المحلل السياسي، أن الثورة فى الساعات القليلة الماضية اكتسبت زخما كبيرا من خلال انضمام طلاب الجامعة والمثقفين الرافضين سياسات نظام ولاية الفقيه، إضافة إلى رفع الشبان الإيرانيون مئات مقاطع الفيديو وآلاف الصور عن المظاهرات من خلال مواقع التواصل الاجتماعية وأبرزها على الترتيب تيليجرام وإنستغرام وتويتر وفيسبوك، مستخدمين برنامج هوتسبوت الذي يزيل حظر مواقع التواصل الاجتماعية المفروض في إيران منذ العام 2009م.
وأوضح “أبو النور” أن الثوار طالبوا صراحة “بإسقاط النظام” كله حزمة واحدة ولم يستهدفوا حسن روحاني فقط، كما حاول كل من تيار المحافظين والإصلاحيين ركوب الثورة وتحميل الطرف الآخر مسؤولية تردي الأوضاع، فيما أن انتقاد الثوار انصب على سياسة “حسن روحاني” الداخلية التقشفية وسياسة المرشد “علي خامنئي” الخارجية المتعقلة بالإنفاق السخي جدا على الحروب في سوريا والعراق وعلى جماعات الحوثيين وحزب الله وحماس.
وأكد “المحلل السياسى” أن النظام الإيرانى حاول الدفع بعناصر قوات التعبئة العامة الشعبية بملابس مدنية للتظاهر، وتأييد النظام حتى يبدو الوضع أمام العالم وكأن التجمعات البشرية الكبيرة مؤيدة للنظام وليست مناهضة له، مستغلا مناسبة أحداث 9 دي أو 30 ديسمبر تلك التي نجحت فيها مؤسسة الحرس الثوري في القضاء على مظاهرات “الحركة الخضراء” في عام 2009
وأشار “أبو النور” إلى أن ثورة 27 ديسمبر 2017 تختلف جذريا عن ثورة 2009 لأن دوافعها اقتصادية ثم تطورت إلى سياسية، وتدور في أغلب المحافظات الإيرانية، مضيفا أن المشهد في طهران يتطابق مع مشهد الثوار في الخمسينيات والتي تعرف بثورة مصدق ومشهد الثورة في السبعينيات لكن الاختلاف الوحيد أن رجال الدين الشيعة لم يظهروا في الصورة هذه المرة.
وتوقع “أبو النور” أن ينجح النظام في القضاء على تلك الثورة لأنها بلا قائد حتى الآن، وتابع قائلا: ” كل السيناريوهات ما تزال مفتوحة لكن الثورة لن يتم إخمادها إلا بثمن كبير وهو إما التراجع عن الموازنة الجديدة “خطة التقشف” أو إقالة الحكومة أو تنحي حسن روحاني أو قمع الثوار من خلال قتل المئات منهم.