ودّعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أحد أعمدة الرهبنة في مصر، شيخ شيوخ برية شهيت، أبونا مينا المقاري المتوحد، الذي رقد في الرب عن عمر ناهز 98 عامًا، بعد مسيرة روحية حافلة امتدت لأكثر من 75 عامًا من الرهبنة والجهاد الروحي، شكّل خلالها أحد أبرز أعمدة الحياة الرهبانية في مصر، وتميّز بعلاقته الروحية العميقة مع شخص السيد المسيح.
نبذة عن حياته:
كرّس أبونا مينا المقاري المتوحد حياته للرهبنة منذ شبابه، وعاش سنوات طويلة في برية شهيت في حياة التنسك والعزلة والصلاة، حتى صار شيخًا ومرجعًا روحيًا للعديد من الرهبان والكهنة والخدام. اتسمت خدمته الروحية بالحكمة والاتضاع والخبرة العميقة، وترك أثرًا واضحًا في النفوس من خلال إرشاداته الأبوية التي ركزت على المحبة، ونسيان الذات، والاهتمام بالرعية، والاتكال الكامل على المسيح في مواجهة الحروب الروحية.
من أقواله الروحية:
– «لا تحارب الأشرار بالشر والبغضة، لأنك هكذا تكون قد تشبهت بهم، بل بالصلاة والمحبة والمغفرة».
– «الاهتمام بالزوجة والأولاد أمر هام جدًا، ولا تجعل الخدمة تلهيك عنهم».
– «لا تخف من الحروب التي تأتي عليك، فمِن ورائها إبليس، وحربك معه محسومة إذا جعلت المسيح أمامك».
– «لا تفكر في ذاتك ولا تخف من الغد، لأن الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء».
– «أكثر ما يضرب به الشيطان الخدام هو التفكير في النفس».
وبرحيل أبونا مينا المقاري المتوحد، فقدت الكنيسة القبطية قامة رهبانية وروحية فريدة، تركت إرثًا عميقًا من الصلاة والجهاد والتعليم الروحي. وتتقدم أسرة الموقع بخالص العزاء إلى الكنيسة وأبنائه ومحبيه، مصلين أن تكون نفسه الطاهرة في فردوس النعيم، وأن تبقى سيرته وتعاليمه منارة للأجيال القادمة.

ابونا مينا المقاري

Oplus_131072