ثروت مرتضى.. رائد الكاريكاتير المجسّم في مصر من الورق إلى التمثال: رحلة فنية جديدة

في الوقت الذي اعتاد فيه الجمهور على متابعة فن الكاريكاتير داخل صفحات الجرائد والمجلات، ظهر اسم الفنان ثروت مرتضى ليكسر القاعدة. فبدلًا من أن يظل الكاريكاتير حبيس الورق، قرر أن يمنحه حياة جديدة عبر المجسمات والدمى ثلاثية الأبعاد، ليصبح بذلك أول من يضع الكاريكاتير في قلب النحت التشكيلي المصري.

أسلوب يجمع بين السخرية والفن التشكيلي

ثروت مرتضى ينطلق دائمًا من الفكرة الساخرة التي تميز الكاريكاتير، لكنه لا يكتفي بالرسم. يبدأ من الخطوط المبالغ فيها على الورق، ثم يحوّلها إلى مجسم ملموس بخامات مثل الفوم والصلصال، مطليًّا بعناية ليحافظ على روح الدعابة المصرية، مع إضافة واقعية تجعل المشاهد يشعر وكأن الشخصية أمامه تتحرك.

أبرز الأعمال التي لفتت الأنظار

مجسم أم كلثوم الكاريكاتيري: الذي قدّم فيه كوكب الشرق بشكل مرح ساخر، دون أن يفقد هيبتها الفنية.

مجسمات مطربين كبار مثل عبد الحليم حافظ، مع إبراز ملامحهم في قالب ساخر يثير ابتسامة المشاهد.

شخصيات من الحياة اليومية: مواطنون بسطاء، موظفون، وباعة من الشارع المصري، جسّدهم بثوب ساخر يعكس الروح الشعبية.


تأثيره على الساحة الفنية

ما فعله ثروت مرتضى لم يكن مجرد تجربة شخصية، بل فتح بابًا جديدًا للفن المصري. فالكاريكاتير أصبح له حضور بصري مختلف، يمكن للجمهور أن يراه ويلتقط معه الصور ويتفاعل معه بشكل مباشر. هذه النقلة جعلت كثيرًا من الفنانين الشباب يفكرون في خوض مجال المجسمات الكاريكاتيرية بعد أن كانوا يكتفون بالرسم فقط.

كلمة أخيرة

الفنان ثروت مرتضى هو اليوم اسم بارز في الحركة الفنية المصرية، ورائد حقيقي في فن الكاريكاتير المجسّم. استطاع أن يمزج بين الخيال الساخر ومهارة النحت ليخلق مدرسة خاصة به، جعلت من الكاريكاتير فنًا ملموسًا يشارك فيه الناس

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات