في لحظات الحزن على رحيل الكبار، يتوقف الزمن قليلًا لنسترجع أثرهم في حياتنا وما تركوه من بصمات لا تُمحى. الصحفي والكاتب سليمان شفيق واحد من هؤلاء الذين رحلوا بأجسادهم، لكن كلماتهم ومواقفهم باقية تشهد على عظمة رسالتهم.
نشأة صعيدية وأحلام كبيرة
وُلد سليمان شفيق في صعيد مصر، وسط بيئة ريفية بسيطة حملت الكثير من التحديات، لكنها غرست فيه منذ نعومة أظافره قيم الصدق والتمسك بالهوية والانحياز للبسطاء. هذه النشأة شكّلت وعيه المبكر، فاختار أن يجعل من قلمه صوتًا يعبر عن الناس الذين لا يملكون منبرًا.
مشوار من أجل الحقيقة
منذ بداياته في بلاط صاحبة الجلالة، لم يكن مجرد ناقل للخبر، بل كان شاهدًا على الأحداث، محللًا لما وراءها، وناقدًا لظواهرها. تناول في مقالاته قضايا المواطنة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، مؤمنًا بأن الصحافة الحقيقية هي التي تنحاز للناس وتدافع عنهم.
كان شفيق قريبًا من الجميع، يستمع لهمومهم، وينقلها بصدق، حتى أصبح قلمه أشبه بمرآة للمجتمع.
شهادات بعد الرحيل
بعد وفاته، امتلأت الصحف والمواقع بكلمات الرثاء والإشادة. وصفه زملاؤه بأنه “ضمير حي لا يعرف المساومة”، واعتبره تلاميذه “مدرسة في الصحافة الجادة”. وأكد النقاد أن رحيله خسارة كبيرة للصحافة المصرية، لأنه كان أحد الأقلام القليلة التي جمعت بين الجرأة والموضوعية في آن واحد.
تكريم يليق بالمكانة
جاء تكريمه الأخير ليؤكد أن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين. فقد رآه كثيرون وسامًا على صدر الصحافة المصرية، ورسالة للأجيال الجديدة بأن الكلمة الصادقة تبقى ما بقيت الحياة.
رحل سليمان شفيق، لكن بقيت كلماته ومواقفه نورًا يضيء درب الصحفيين الشباب، وذاكرة وطنية تذكّرنا دائمًا بأن الصحافة رسالة ومسؤولية، وليست مجرد مهنة.