الالتهاب الرئوي التنفسي حالة تبدأ غالبًا بحادث يومي غير متوقع، وهو أمر لا يدركه معظم الناس وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وقد أوضح الدكتور كونال سود، الحاصل على شهادتي البورد في الطب، كيف يمكن لحادث بسيط أن يُصبح قاتلًا ويؤدي إلى التهابٍ رئوي، مثل شرب رشفة ماء عندما تتسرب إلى الرئتين بدلًا من المعدة، مسببة هذه الحالة، وفقًا لتقرير موقع “كليفيلاند كلينيك”.
ماذا يحدث في الالتهاب الرئوي التنفسي؟
وفقًا لعيادة كليفيلاند، يحدث الالتهاب الرئوي التنفسي عندما تدخل المواد التي من المفترض أن تدخل المعدة، مثل اللعاب وجزيئات الطعام والسوائل ومحتويات المعدة، إلى المجاري الهوائية وتصل إلى الرئتين، ويوضح الدكتور سود أن الجزيئات التي تدخل الرئتين قد تؤدي أحيانًا إلى عدوى، ووفقًا للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب، غالبًا ما تحمل المادة المُستنشقة بكتيريا، ويمكن لهذه البكتيريا الوصول إلى الحويصلات الهوائية، متجنبة آليات التطهير المعتادة إذا كان حجمها كبيرًا أو كانت دفاعات الجسم ضعيفة، بمجرد استقرار البكتيريا في الجهاز التنفسي السفلي، يمكن أن تُحفز استجابة التهابية، ويُصاب نسيج الرئة بالالتهاب، وقد تمتلئ الحويصلات الهوائية بالسوائل أو القيح، مما يُضعف تبادل الأكسجين.
من الأشخاص المعرضين للخطر؟
أظهرت الدراسات أن بعض العوامل تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي:
العوامل المرتبطة بالعمر
غالبًا ما يؤدي التقدم في السن إلى ضعف قوة العضلات، وتباطؤ ردود الفعل، وزيادة الوهن، وتُظهر الدراسات لدى كبار السن ارتفاعًا في معدل الإصابة بالالتهاب الرئوي التنفسي وتفاقمًا في نتائجه.
الاضطرابات العصبية أو العضلية
تزيد الحالات مثل السكتة الدماغية، أو الخرف، أو الأمراض العصبية التنكسية، أو سرطان الرأس أو الرقبة، أو أي مرض يؤثر على أعصاب وعضلات البلع أو حماية مجرى الهواء من فرص الإصابة بالاختناق.
سوء نظافة الفم.. الاستعمار البكتيري في الفم أو الحلق
عندما يحتوي الفم والحلق على أعداد كبيرة من البكتيريا، فإنه حتى الجزيئات الصغيرة (من اللعاب أو الإفرازات) يمكن أن تحمل البكتيريا إلى الرئتين، مما يؤدي إلى إثارة العدوى.
الأعراض وعلامات التحذير
يمكن أن يتطور الالتهاب الرئوي الشفطي تدريجيًا أو فجأة، ولا تكون أعراضه واضحة دائمًا، خاصةً لدى كبار السن، حيث غالبًا ما يُظهر الالتهاب الرئوي الشفطي العلامات التقليدية لالتهاب الرئة، مثل السعال والحمى والتعب، وتشمل الأعراض التنفسية الأكثر تحديدًا.. ما يلى:
ضيق التنفس والصفير.
سرعة أو صعوبة التنفس، الناتج عن التهاب أو تجمع سوائل في الرئتين.
يعاني العديد من المرضى من سعال مصحوب ببلغم، غالبًا ما يكون لونه متغيرًا.
قد يكون البلغم كريه الرائحة، مائلًا إلى الأخضر أو الداكن، وقد يحتوي أحيانًا على صديد أو دم.
كما يشيع الشعور بألم أو انزعاج في الصدر، خاصةً عند السعال أو التنفس بعمق.
طرق الوقاية
على الرغم من أن الالتهاب الرئوي التنفسي يمكن أن يتطور نتيجة لحادث بسيط على ما يبدو، إلا أن هناك خطوات عملية لتقليل المخاطر.. كما يلى:
تناول الطعام والشراب بأمان وببطء: تناول قضمات ورشفات صغيرة، وامضغ الطعام جيدًا، وتجنب التحدث أو الضحك أثناء تناول الطعام.
حافظ على نظافة الفم الجيدة: إن تنظيف الأسنان بالفرشاة والعناية بالأسنان بشكل منتظم يقلل من الحمل البكتيري في الفم، مما يقلل من خطر أن تؤدي المواد المستنشقة إلى إثارة العدوى.
طرق التشخيص والعلاج
يستخدم الأطباء مجموعة من التقييمات السريرية والاختبارات لتأكيد الإصابة بالالتهاب الرئوي التنفسي، مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب، واختبار الدم للتحقق من وجود عدوى وما إلى ذلك، ويعتمد العلاج على شدة الحالة والسبب الكامن وراءها:
فإذا كانت هناك عدوى بكتيرية موجودة أو مشتبه بها، يصف الأطباء المضادات الحيوية العلاج بالأكسجين والسوائل، وأحيانًا الاستشفاء في حالة صعوبة التنفس.
العلاج بالبلع، أو تدريب الوضعية، أو تعديل قوام الطعام للمرضى الذين يعانون من عسر البلع، وقد تكون التهوية الميكانيكية ضرورية في حالات الحالات الحرجة.
قد يلزم إجراء جراحة أو تصريف في حال حدوث مضاعفات.