في تطور ينذر بمزيد من التصعيد الخطير في الشرق الأوسط، دخل النزاع بين إسرائيل وإيران يومه الرابع على التوالي وسط موجات متلاحقة من الضربات الجوية والصاروخية. وبينما تواصل تل أبيب قصف أهداف عسكرية وحيوية داخل الأراضي الإيرانية، ردت طهران بمئات الصواريخ الباليستية، متوعدةً بجولات أشدّ تدميراً. وفي وقت تتصاعد فيه نيران الحرب، ترتفع حصيلة الضحايا ويزداد التوتر الإقليمي، مع تلويح متبادل بتوسيع رقعة المواجهة إلى مستويات غير مسبوقة.
ضربات متبادلة بلا هوادة
شهد يوم الاثنين تصعيدًا عنيفًا، إذ واصلت إسرائيل شن هجماتها الجوية على مواقع إيرانية حيوية، شملت منشآت عسكرية ومراكز قيادة وسيطرة. في المقابل، ردت طهران بسلسلة من الضربات الصاروخية واسعة النطاق استهدفت منشآت وبنى تحتية داخل إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، إلى جانب إصابة العشرات.
وأكدت إيران أن «لا حدود» في الرد على إسرائيل، معتبرةً أن الأخيرة «تجاوزت كل الخطوط الحمر». ونقلت وسائل إعلام رسمية عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن الهجمات الحالية ليست سوى بداية لموجات أكثر تدميراً، تستهدف منشآت حيوية إسرائيلية في حال استمرار الاعتداءات.
استهداف البنى التحتية
تتركز الضربات المتبادلة بشكل ملحوظ على البنى التحتية في كلا البلدين، بما في ذلك شبكات الطاقة، والاتصالات، والمراكز اللوجستية، في محاولة لإضعاف القدرة على الصمود العسكري والمدني لدى الطرفين.
وأكدت مصادر عسكرية أن إسرائيل تستخدم تكنولوجيا عالية الدقة في استهدافها، بينما تعتمد إيران على الصواريخ الباليستية ذات المدى المتوسط والطويل، وهو ما يضاعف من احتمالات سقوط ضحايا مدنيين وتدمير مرافق حيوية.
مواقف وتصريحات متصلبة
في خضم التصعيد، صرّح الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، بأن بلاده لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، لكنها «تتمسك بحقها الكامل في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية والبحث العلمي». وأوضح أن إيران لن تقبل بالضغوط الدولية التي تهدف إلى كبح برنامجها النووي.
في المقابل، شددت مصادر إسرائيلية على أن الدولة العبرية لن تسمح لطهران بامتلاك قدرات تهدد أمنها القومي، سواء تقليدية أو نووية، وأكدت أن الضربات ستتواصل حتى «إزالة التهديد الإيراني».
تحذيرات دولية ومخاوف من توسع النزاع
وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، دعت عدة دول كبرى إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء مفاوضات لاحتواء الأزمة، محذّرة من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تمتد آثارها إلى ما وراء حدود إيران وإسرائيل.
وتبقى المخاوف قائمة من تدخل أطراف إقليمية أو دولية في هذا الصراع، ما قد يؤدي إلى انفجار أوسع يصعب احتواؤه، في وقت لا تزال فيه المنطقة تعاني من آثار أزمات سابقة لم تُحلّ بعد.