انطلقت في أسوان، منذ قليل، مراسم تشييع جثمان الأمير كريم الأغاخان زعيم الطائفة الإسماعيلية في جنازة شعبية مهيبة، حيث وصل الجثمان وخلفه عدد من الرجال بالملابس البيضاء وبعدهم الوفود الرسمية وأسرة الراحل واللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان، وعدد كبير من التنفيذيين.
مراسم تشييع جثمان كريم الحسيني الأغاخان
ودقت أجراس الكنائس في أسوان بالتزامن مع مراسم جنازة الأمير الراحل كريم الحسيني الأغاخان، والإمام الـ 49 للطائفة الإسماعيلية، والذي توفى مساء الثلاثاء بمدينة لشبونة البرتغالية.
وتحركت الجنازة من أمام مقبرة الأديب الراحل عباس العقاد حتى ميدان الدكتور مجدي يعقوب، ثم اتجهت في عدد من المراكب النيلية إلى البر الغربي لنهر النيل متوجهة إلى مقبرة الأغاخان الثالث ليوارى مثواه الأخير.
هو الأمير كريم الحسيني؟
يُعد الأمير كريم الإمام التاسع والأربعين بين أئمة الطائفة الإسماعيلية، وظل أكثر من 6 عقود على رأس الطائفة التي يتبعها أكثر من 15 مليون شخص حول العالم.
لماذا أسوان؟
جاء اختيار أسوان كمكان لدفن الأمير كريم نظرًا لارتباط عائلة الأغاخان بالمدينة، فالأغاخان الثالث وهو جد الراحل، كان يعاني من الروماتيزم، ونُصح بالاستشفاء في رمال أسوان الدافئة، بعد تحسن حالته، قرر بناء ضريح هناك، حيث دُفن بعد وفاته عام 1957، حيث أقيمت جنازة شعبية كبيرة وقتها، كما أقيمت نفس الجنازة في مطلع الألفية الجديدة لزوجته البيجوم أم حبيبة عاشقة أسوان.
من هو الأغاخان الرابع؟
ولد كريم الحسيني، المعروف بـ “الأغاخان الرابع”، في 13 ديسمبر 1936، في مدينة جنيف السويسرية، وهو الابن الأكبر للأمير علي خان من زوجته جوان يارد بولر، ويحمل الحسيني الجنسية البريطانية والبرتغالية.
كما أنه مُنح عام 2010 الجنسية الفخرية الكندية، وتعد أعماله الخيرية والتنموية واضحة من خلال شبكة الأغاخان للتنمية، حيث أقامت وساهمت في العديد من المشاريع مثل بناء المدارس والمستشفيات وتوفير الكهرباء في مناطق فقيرة بإفريقيا وآسيا، بالإضافة للمشاركة في تطوير القاهرة التاريخية وحديقة الأزهر، وتمويل وتطوير عدة مساجد مثل ترميم مسجد الأمير “آق سنقر” أو ما يُطلق عليه “الجامع الأزرق”.
جمعيات تنموية تابعة لشبكة “الأغا خان”
أما في محافظة أسوان؛ فتنشط الجمعيات التنموية التابعة لشبكة “الأغاخان”، وهى باسم زوجة إمام الطائفة الراحل الفرنسية الأصل “إيفيت لا بدوس” التي لُقبت بـ”البيجوم أم حبيبة”، وذلك في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، والادماج الاقتصادي، وتمكين المرأة داخل المحافظة.
مقبرة أغاخان
تقع مقبرة أغاخان على ربوة عالية بالبر الغربي للنيل في مواجهة الجزء الجنوبي للحديقة النباتية، واختار الأغاخان السلطان محمد شاه الحسيني هذا الموقع بنفسه بعدما حضر إلی أسوان في مطلع عام 1954 وهو يعانى معاناة شديدة من آلام الروماتيزم والعظام، ووقتها لم تشفع له ثروته في العلاج وفشل أعظم أطباء العالم حينها في علاجه، حتي نصحه أحد الأصدقاء بالتوجه إلي أسوان في جنوب مصر، فجاء بصحبة حاشيته وأتباعه جالسًا على مقعد متحرك، إلا أن شيخًا نوبيًا فقيها بأمور الطب الطبيعي قرر أن يعالجه من خلال دفن نصف جسده السفلي في الرمال الساخنة لمدة ثلاث ساعات يوميًا، وبعد أسبوع من هذا العلاج الطبيعي اليومي عاد الأغاخان إلى الفندق الذي يقيم فيه سائرا على قدميه وسط فرحة عارمة من زوجته وأنصاره ومؤيديه.