يسعى الكيان الصهيوني على مر التاريخ إلى محاولة طمس الهوية العربية الفلسطينية ومحو ذاكرتها الثقافية والتاريخية، وذلك من خلال طمس رموز أماكن المدن والقرى الفلسطينية، لكي تقطع علاقة الإنسان الفلسطيني بماضيه؛ ولعل من أهم ركائز الاحتلال في تهويد فلسطين هو اختيار أسماء الأماكن لأسماء توراتية، وإعادة إطلاقها على أسماء الأماكن الفلسطينية أو المستعمرات، وهي أداة قوية لتعزيز الأيديولوجيا الصهيونية، حيث يتم تغيير الأسماء العربية إلى أسماء عبرية كي تظهر إسرائيل باعتبارها الوريث الشرعي والوحيد للأرض المقدسة، لذا تحدثنا مع الدكتور أحمد متولي سعد، أستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر، والذى تحدث معنا عن حكايات أسماء المدن الفلسطينية قبل الاحتلال.
قال متولى في حديثه لـ “اليوم السابع”:” تعيش دولة الاحتلال في وهم وأكاذيب لتعطي نفسها الشرعية الاستمرارية التاريخية بناءً على الرواية اللاهوتية الأسطورية.. ومن المدن الفلسطينية التي تم تغيير اسمها على مر التاريخ الحديث وعلى يد الكيان الصهيوني هى مدينة” تل الربيع” التى تغيرت إلى تل أبيب، ومدينة القدس التى تغيرت إلى أورشليم، وكذلك بئر السبع التى تغيرت اسمها إلى بير شيفع، ومدينة عكا التى تغير اسمها إلى عكو، ومدينة عسقلان التى تغير اسمها إلى أشكلون، وكرم أبو سالم التى تغير اسمها إلى كيرم شالوم، وكذلك مدينة الخليل التى تغير اسمها إلى كريات جات أو حيفرون، ومدينة صفورية تغير اسمها إلى تسيبوري، وزرعين التى تغير اسمها إلى يزرعيل، وصرفند تغير اسمها إلى تسريفين، ومدينة الناصرة تغير إلى نتسرات، ويافا إلى يافو، ومدينة صفد إلى تسفاد،.. إلخ
وتابع:” من أهم المدن الفلسطينية مدينة (القدس) والتي يطلق عليها اسم بيت المقدس، وهي عاصمة فلسطين، وهي قِبلة العالم لما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، ففيها المسجد الأقصى وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة، ولقد فتحها المسلمون وتسلمها الخليفة العادل عمر بن الخطّاب في عام 15هجرية، وأعطى لأهلها العهد والأمان، ومن أشهر ما قامت به مدينة القدس من بطولات ما حدث في ثورة البراق، وهو الاسم الذي أطلقه الفلسطينيون على اشتباكات عنيفة اندلعت في القدس عام 1929م أيام فترة الاحتلال البريطاني على فلسطين، وتدخل الاحتلال في حينها لمناصرة الصهاينة على حسب العرب المسلمين في القدس، ولكن أهل القدس لم يتراجعوا وظلوا مستمرين في المقاومة”.
نقلا عن موقع اليوم السابع