31 أكتوبر 2020
تشهد مناطق النظام السوري على اختلاف المحافظات، أزمة متواصلة وبشكل متصاعد على مادة الخبز حالها كحال أزمات أخرى وعلى رأسها المحروقات، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره، رصد عبر نشطاءه أزمة الخبز على طوابير الأفران عبر شهادات لأهالي ضمن العاصمة دمشق وريفها.
(ع.خ) شاب من أبناء العاصمة السورية دمشق، يتحدث للمرصد السوري عن معاناتاه وشهادته لما رصده على طوابير أحد الأفران في العاصمة دمشق أثناء ذهابه لاقتناء ربطة خبز لعائلته. وجاء في شهادة الشاب “رأيت كباراً في السن من النساء والرجال يمكثون على الأرض منتظرين دورهم ضمن طابور طويل للحصول على ربطة خبز، وأنا مثلهم اضطرت للوقوف لمدة ساعتين وشاهدت عناصر أمنية يقتحمون دور الخبز في كل دقيقة ويقومون باجتياز الأهالي دون أي اعتبار لكبار السن المرهقين، يأخذون كميات كبيرة من الخبز ويذهبون، ولا أحد قادر على توجيه أي كلمة لهم، وفي نهاية حديثه وصف الحالة والوقوف لساعات طويلة على دور الخبز، أنها (لقمة مغمسة بالقهر والذل)”
ولم يقتصر الأمر على انتظار عند الطوابير لساعات طويلة فقط، بل هناك عراك بين الرجال وتحرش بالنساء أمام أفران الخبز، فالمواطنة (م.م) من سكان الغوطة الشرقية، أم لثلاث أطفال أيتام، زوجها قتل في آب من العام 2016 إثر ضربة جوية من طائرات النظام السوري على الغوطة الشرقية، قالت للمرصد السوري، “أذهب لأقف على دور الخبز كل 4 أيام في الأسبوع، أقف وأشاهد العراك بين الرجال في كل مرة وأسمع ألفاظاً نابية، وأجبر أحيانا على تحمل التحرش اللفظي والجسدي من بعض الأشخاص، كون الطوابير التابعة للرجال والنساء ملاصقة لبعضها، وفي كل مرة يقوم بعض الرجال بالعراك فيما بينهم ويحدث فوضى ويدخل بعض الرجال المريضين نفسياً في طابور النساء بقصد التحرش بالنساء”، وأضافت أنها مجبرة على تحمل ما وصفته “بالذل” كي تحصل على الخبز لأولادها كونها غير قادرة على شراء الخبز “السياحي” والذي يبلغ سعر الربطة الواحدة منه ” 1200″ ليرة سورية، وأنهت حديثها بالقول “ياريت أقدر هاجر برات البلد يلي ما شفنا منها غير الذل والقهر”.
وفي خضام كل ذلك، لم تقم سلطات النظام السوري مكتوفة الأيدي بالطبع، حيث عمدت حكومة النظام إلى رفع سعر الطحين المدعوم المقدم للأفران، على الرغم من قلة كميات الطحين المقدمة للأفران، وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام، في 29أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قرارات تتضمن تعديل سعر مبيع طن الطحين المدعوم ليصبح بـ40 ألف ليرة سورية، إضافة إلى تعديل سعر مبيع الكيلو غرام الواحد من مادة الخبز المرقد العربي المدعوم بدون كيس ليصبح بمبلغ 75ليرة سورية فقط، وتحديد سعر الربطة المعبأة بكيس بلاستيك بـ 100 ليرة سورية للمعتدين والمستهلكين، أي ضعف السعر القديم، إذ يذكر أن ربطة الخبز كانت تباع بمبلغ 50 ليرة سورية.
وتأتي هذه القرارات في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على النظام السوري، وانخفاض إنتاج سورية من القمح، إضافة إلى صعوبة تأمين مادة القمح وارتفاع تكاليف نقله ومستلزمات إنتاجه.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أشار في 19 أكتوبر/أيلول الجاري، إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري في عموم المحافظات السورية، لاتزال تشهد أزمة متصاعدة في “مادة الخبز”، دون وجود أي إجراءات توحي بانفراج قريب للأزمة، بل تتصاعد يوماً بعد يوم منذُ فترة ليست بالقصيرة رغم الوعود المتكررة من سلطات النظام السوري بإيجاد حلول لتلك الأزمة.
ورصد المرصد السوري “تذمراً شعبياً” من المواطنين خلال انتظارهم لفترات طويلة قد تصل إلى 5 ساعات متواصلة على دور الخبز أمام الأفران مقابل الحصول على ربطة خبز واحدة، بالإضافة لتصاعد النزاعات بين الأهالي خلال فترات الانتظار ووقوع عراك بالأيدي فيما بينهم على بعض الأفران، وبهذه العبارات وصف الأهالي ما يمرون به من معاناة يومية على فرن “الشيخ سعد” في حي المزة الدمشقي “مشان ربطة خبز بدي وقف ساعات هاد الشي عيب – الربطة بـ 1000 ليرة مين قادر يدفع حقها؟ – النسوان تاركة ولادها وجاي توقف على دور الخبز 5 ساعات مشان الله لاقولنا حل – عطونا حل – بدنا من المسؤولين يلاقوا حل لهاد الذل يلي نحن في – نحن موجوعين ومتنا ربطة خبزة وحدة لـ 5 أشخاص هي مو عيشة ولا حياة” في إشارة منهم عن معاناتهم اليومية”.