“الأم تريز المصرية”.. التي لا نعرفها

كتب هانى عيسى

“الأم تريز المصرية”.. التي لا نعرفها. هناك من يكرسوا حياتهم ومالهم وجهدهم – بعيدا عن صخب وأضواء الشهرة – لرسم بسمة أمل وفرح على وجه كل طفل يائس وحزين، فتتبدل ملامح العوز لنظرة بهجة وسعادة تولد في عينيه، وضحكة صافية منطلقة ترسم على شفتيه. مثل علا غبور وهبة السويدي ومن تم تكريمها بالأمس في الإمارات ماجي جبران.

هؤلاء من زرع الله في قلوبهن حب الناس دون النظر لدينهم أو جنسهم، وما يهمهن كونهم “إنسان”. فمن هي ماجي جبران أو كما يطلقون عليها “الأم تريز المصرية”؛ تلك المترهبة في محراب الإنسانية والتي لا يعرفها الكثيرين؟!

ماجي جبران تعمل أستاذة فى الجامعة الأمريكية، وهي متزوجة وأم ومن ساكني حي مصر الجديدة، وقد كرست ماجى حياتها لخدمة الفقراء والمعوزين في العشوائيات والمناطق الفقيرة، حيث تبنت أطفال الشوارع وقدمت لهم الحب والرعاية دون تمييز بينهم. مع الأيام إتسع مجال خدمتها وكثر أعداد الأطفال التي تتحمل مسئوليتهم فقررت إنشاء دار كبيرة لإيوائهم، فقامت بإنشاء “دار ستيفن تشيلدرن” عام ١٩٨٥ وهي مؤسسة غير هادفة للربح، وتقوم برعايتهم وتربيتهم على أساس الحب والسلام، ورعايتهم نفسيا وبدنيا وتعليميا، ومن وقتها إستمر نشاطها ووسعت دائرة خدمتها حتى وصلت الأن لرعاية نحو ٣٣ ألف طفل ويرعاهم مايربو من ٢٠٠٠ متطوع من خلال ٩٢ مركزا أسسته الدار، إلى جانب أنها وفرت التعليم لأكثر من ١٨ ألف طفل وأسست ٣ مراكز تدريب مهني للشباب لتأهيلهم لسوق العمل، بالإضافة أنها تقوم بعلاج وتوفير العلاج لأكثر من ٤٠ ألف طفل سنويا. هذا قليل مما تفعله هذه السيدة في الخفاء والتى تتواري بعيدا عن الإعلام والأضواء، مما دفع المجتمع الدولي لترشيحها لنيل “جائزة نوبل” أربع مرات.

وبالأمس كان تكريمها من قبل دولة الإمارات؛ حيث قام الشيخ محمد بن راشد المكتوم بتكريمها تقديرا لمجهودها في مجال العمل الإنساني. تحية لك “ماما ماجي” ونطلب من الله تعضيدك وأن يكافئك على ماتفعلينه مرضاة له، وأن يكون ماتفعليه دافعا لأخرين لنشر الحب والسلام ومساعدة الإنسان في أي مكان. هاني عيسى

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات