كارثة صحية تهدد «سكان الريف».. احذروا: منتج صيني «فيه سُم قاتل» .

•    ضحيتان حتى الآن في الشرقية.. وجارتهم: ماتوا خنقا بالبخور‌
•    «الصحة»: يحتوى على مادة «S-2» المسرطنة.. وطبيب: تعادل 130 سيجارة
•    رخص سعره وقهر الحشرات وراء الإقبال الشديد عليه.. والأطباء يحذرون: يسبب السرطان
•    أسماء بعد تجربته: «شوفت الموت بعيني».. والصيدليات ومحال البقالة «مراكز التوزيع»
«بخور الناموس» مبيد حشري انتشر بشكل واسع خلال الأسابيع القليلة الماضية في القرى والأماكن القريبة من المستنقعات المائية والترع، لسهولة استخدامه في القضاء على الحشرات والقوارض، التي لم تفلح المبيدات الأخرى في قهرها، وشهد إقبالًا شديدًا على شرائه، بسبب رخص سعره دون النظر إلى سلبياته وأضراره.

«لفائف حلزونية»

 

البخور عبارة عن لفائف حلزونية على شكل لولبي، تعلق في أحد أركان الغرفة، وفور إشعال النار بأحد أطرافها ينبعث منها دخان يطرد الناموس ويقتله بعد دقائق، ويباع في الصيدليات ومحالات البقالة.

 

 «غيره ماينفعناش»

وفي الوقت الذي زادت فيه مخاطر هذا البخور، ورفع فيه أهالي الريف شعار «البخور هو الحل.. وغيره ما ينفعناش» متسلحين به لطرد الحشرات، خرج عدد من الأطباء واستشاري أمراض الصدر، للتحذير من استخدامه، مؤكدين أنه سام ومميت، وأضراره تطال الصغار والكبار.

«ضحيتا الشرقية»

ولقي طفلين شقيقين، مصرعهما يوم السبت الماضي داخل منزل أسرتهما في مدينة القنايات بمحافظة الشرقية، إثر اختناقهما من «بخور الناموس».

 

وتبين من التحريات الأولية أن الوفاة حدثت نتيجة استنشاق الطفلين الغاز المُنبعث من «بخور الناموس» بعدما أشعلته الأسرة لقهر الحشرات.

 

«مادة سامة»

 

وعلقت منى محمود، جارة الطفلين على الواقعة، قائلة على صفحتها بـ«فيس بوك»: «الطفلين دول ماتوا بسبب بخور الناموس، والدهم ولع البخور في الأوضة بعد صلاة العشاء، وقفل الأوضة وبعد ما دخل لقاهم ميتين خنقا بالبخور‌».

 

وأضافت: «حبيت أتأكد اكتر ولما بحثت لاقيت أن فعالية البخور دا مش من فراغ، دا بسبب مادة اسمها «الأثير ثماني الكلور الثنائي» ولما يتولع البخور تقوم المادة متحولة لحاجة ثانوية مكررة اسمها BCME أو بايكلوروميثيل ايثير S-2، والمادة دي محظورة في البلاد كلها ومصنفه على أنها مادة مسرطنة».

 

«تجارب واقعية»

 

من جانبها، روت أسماء محمود، المقيمة بمحافظة البحيرة، تجربتها مع «قاهر الناموس»، مؤكدة أنها أصيبت باختناق وكادت تفارق الحياة بسبب هذا المبيد السام والمميت.

 

وذكرت «أسماء» على صفحتها بـ«فيس بوك»: «أنا من سكان الأرياف، الساعة 3 بليل كنت قاعدة وفي ناموس في الصاله وعشان كبيره وواسعة مهما ارش مبيد مابيعملش حاجة مع الناموس، قومت ولعت بخور الناموس، وشغلته نص ساعة بالضبط وبعدها اقسم بالله شوفت الموت بعيني».

 

وأضافت: «حرفيا روحي كانت بتطلع، نفس مفيش فجأة حاجة طبقت على صدري ومش قادرة أخد نفسي وفضلت ارجع اكثر من نص ساعة، وأنا بطلع في الروح وبشاهد على نفسي وحمدت ربنا إني ده أول يوم بنتي كانت تنام مع ماما واني كنت لوحدي وإلا كان زمان عمرها انتهي لأني أنا فعلا ماكنتش متحملة، فما بالكم الأطفال خلو بالكم يا جماعة الناس اللي هتقول بنستعمله من زمان ومفيش حاجه عادي أنا كمان كنت بقول كده وكل يوم بشغله بس أنا حذرتكم».

 

«مواد مسرطنة»

 

فيما حذرت وزارة الصحة، من استخدام البخور الصيني دون عبوات أو إرشادات توضح المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيعه، والتي قد تحتوي على مادة (s-2) المُسببة للسرطان، وفقًا لبيان الوزارة.

 

وناشدت الوزارة، المواطنين ضرورة الابتعاد عن المستلزمات غير المرخصة من وزارة الصحة، لما تسببه من ضرر بصحة الإنسان.

 

وذكرت: «في حالة شعور المواطن بالرعشة في اليدين أو الجلد أو صداع، فيجب التوجه لأقرب مركز سموم لتلقي العلاج ولا يجب ترك بخور الناموس بالغرفة أثناء نوم الأطفال أو الحوامل».

«اختناق وتدمير للكلى والكبد»

 

وعن الأضرار، يقول د. فوزي عمر، أستاذ الصدر والحساسية وصدر الأطفال بكلية طب الأزهر بالقاهرة، إن طارد الناموس المنزلي يؤدي في البداية إلى الاختناق وتدمير الكلى والكبد والصدر والمخ، مبديًا تعجبه من التصريح باستعماله.

 

وأضاف د. فوزي: لم ينتبه أحدا إلى المواد الموجودة به، هل معتمدة أم مواد مجهولة، وتم التأكد من خلال هيئة الدواء التابعة لوزارة الصحة على وجود مادة «البيريثرويد» الموجودة في المبيدات الحشرية ولكن بنسب مجهولة.

 

وذكر أن هذه المادة تسبب العديد من الأمراض، أبرزها السرطان، كما تعادل تدخين أكثر من 130 سيجارة في مكان مغلق.

 

وتابع: «مركز المعلومات الدوائية أكد أن إشعال بخور البعوض في غرفة مغلقة يعادل تدخين ما يقرب من 100 سيجارة، ولم أتكلم عن هذا الموضوع إلا بعد ما قابلت عدة حالات عليها أعراض استخدامه في الفترة الأخيرة، أزمات تنفسيه والتهابات chemical pneomonitis،، وهو في الغالب صيني مجهول المصدر محظور استخدامه»، متابعًا:«لا تتهاون في حياتك وحياة أطفالك».

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات