كتبت / أمل فرج
ترى هل هي حرب اليهود الموعود بها ، أم أنها حرب ما قبل النهاية تلك التي تستعد إسرائيل لمواجهتها ، وتعد من أجلها العدة ..
ففي ضوء إدراك إسرائيل إنتهاء مرحلة القتال الرئيسية في الحرب الأهلية بسوريا، واقتراب سيطرة الرئيس السوري بشار الاسد على باقي الأراضي التى سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، شعرت دولة الاحتلال الإسرائيلي بالقلق والخوف الشديد، وبدأت على الفور في الاستعداد إلى حرب قادمة، وذلك لأن حزب الله وإيران التى ترى إسرائيل أنهما يمثلان التهديد الحقيقي على أمنها القومي، يعدان حاليا من أقوى حلفاء الرئيس السوري.
وكشف موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأمريكي، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تستعد لخوض حرب جديدة في الشرق الأوسط، قبل أن تنتهي الحرب في سوريا، مشيرا إلى أن إسرائيل تحركت سريعا في الآونة الأخيرة، وتستعد من أجل خوض حرب جديدة، في الوقت الذي شارفت فيه الحرب في سوريا على نهايتها.
ولفت الموقع الأمريكي، الانتباه، إلى أنه في اليوم الذي حقق فيه الجيش السوري انتصارات واسعة في مدينة “دير الزور”، بدأت إسرائيل أكبر تدريب عسكري لها منذ 20عاما، ويشارك فيه نحو 10 آلاف جندي إسرائيلي، موضحا أن التدريبات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة لم تكن دفاعية بالصورة الكلية، بل كانت تدريبات هجومية أيضا، وانصب تركيز جيش الاحتلال في هذه التدريبات، على الاستعداد لحرب جديدة قد يخوضها مع حزب الله اللبناني، على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.
وبحسب الموقع الأمريكي، ينبع مصدر القلق الأساسي لإسرائيل من تصاعد قوة الجيش السوري، وبالتالي تصاعد قوة القوات المتحالفة معه سواء من إيران أو حزب الله أو حتى روسيا.
وأوضح الموقع الأمريكي، أن قادة إسرائيل يشعرون بقلق متزايد من نهاية الحرب في سوريا، خاصة مع بسط الجيش السوري سيطرته على الجزء الأكبر من البلاد، لأن هذا يعني أن القوات الموالية لحزب الله في سوريا لن تكون منخرطة في أي معارك، ولن يكون أمامها إلا النظر إلى “عدوها الأصلي”، وهى إسرائيل.
وتخشى تل أبيب أيضا، بحسب “ستراتفور”، من أن مشاركة حزب الله في الحرب السورية جعله أكثر خبرة، وأكثر قدرة على إعادة نشر قواته في لبنان، بصورة قد تشكل تهديدا حقيقيا من وجهة نظر إسرائيل، علاوة على حصوله على أسلحة حديثة في الحرب السورية سواء من دمشق أو طهران.
وأشار الموقع إلى مصدر قلق آخر، وهو أن فك حصار “دير الزور”، سيسهم في عودة خط الإمداد اللوجيستي القادم من إيران عبر العراق تجاه حزب الله، والذي كان انقطع لسنوات طويلة، بسبب حصار “داعش” لتلك المنطقة الاستراتيجية.
ويقول الموقع الامريكي إن سر تفكير تل أبيب أصلا في خوض تلك الحرب الجديد، يكمن في أن تلك المنطقة تحتوي على عدد من حقول الغاز الطبيعي والنفط الهامة جدا، مشيرا إلى أن من يسيطر على تلك المنطقة، يميل ميزان القوة بشكل كبير تجاهه، وهو ما يشكل الرعب الرئيسي لإسرائيل.
ويرى “سترانفور” أن بنهاية الحرب في ظل وجود طريق بري مباشر يصل بين إيران ولبنان، فقوة حزب الله ستتعاظم، لذلك يرى قادة إسرائيل أن خوض تلك الحرب حاليا بشكل مباغت قبل نهاية الحرب في سوريا سيكون الخيار الأفضل، خاصة وأن حزب الله لا يزال منشغلا بالتزاماته في الحرب السورية.
أما بالنسبة لطبيعة الهجوم، فهناك اختلاف داخل القيادة الإسرائيلية، حيث أن هناك قادة يرون أن يكون من الأفضل شن غارات مكثفة على مواقع “حزب الله” العسكرية، فيما ترى وجهة نظر أخرى، أنه من الضرورة شن عملية عسكرية خاطفة للقضاء على مستودعات الصواريخ الخاصة بحزب الله في لبنان .