رحيل فارس الخدمة القمص أنطونيوس ثابت بعد 52 عامًا من الكهنوت المُضيء 

في مشهد مهيب، تودّع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أحد أعمدتها الراسخة، وأحد خُدّام المذبح الأمناء، الأب المبارك القمص أنطونيوس ثابت شنوده، وكيل مطرانية لندن وكل توابعها، ووكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية في عهد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، وكاهن كنيسة القديس مارمرقس الرسول في لندن، الذي انتقل إلى الفردوس بعد أكثر من نصف قرن من الخدمة المضيئة والكهنوت المبارك.

 

رقد في الرب بشيخوخة صالحة يوم الإثنين الموافق 7 يوليو 2025م، بعد أن ترك أثرًا لا يُمحى في قلوب محبيه، وخدمة متجذرة عبر القارات والأجيال.

 

 

مسيرة حياة مليئة بالعطاء:

 

وُلد القمص أنطونيوس ثابت شنوده عام 1938م، وتخرّج في كلية الزراعة، حاصلًا على بكالوريوس الهندسة الزراعية عام 1960م.

 

بدأ خدمته في مدارس التربية الكنسية بكنيسة السيدة العذراء بمحرم بك بالإسكندرية، وكان أمينًا لفرعي “الثبات والتوفيق” و”أصدقاء الكتاب المقدس”.

 

نال ثقة قداسة البابا كيرلس السادس، الذي رغب في أن يكون تلميذه وشمّاسه الخاص.

 

عيّنه قداسة البابا شنوده الثالث عضوًا في اللجنة العليا للتربية الكنسية عن مدينة الإسكندرية، إلى جوار القمص بيشوي كامل، والقمص تادرس يعقوب، والأستاذ محفوظ أندراوس.

 

سيم قسًا بيد قداسة البابا شنوده الثالث يوم 12 يناير 1973م، ليخدم بالكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية، ويعمل سكرتيرًا خاصًا لقداسته.

 

رُقي إلى رتبة القمصية يوم 26 يونيو 1975م، وعُيّن وكيلاً عامًا لبطريركية الإسكندرية في عهد البابا شنوده، الذي أولاه محبة وثقة استثنائية.

 

مع بدايات الحراك القبطي في المهجر، وفي زمن كانت فيه أوروبا صحراء روحيّة، أوفده قداسة البابا شنوده الثالث إلى العاصمة البريطانية لندن، ليكون كاهنًا على كنيسة القديس مارمرقس الرسول، وليبدأ من هناك خدمة “المذبح المتنقل” في كل أرجاء المملكة المتحدة وأوروبا، حيث كان من أوائل الكهنة الذين خدموا في:

ليفربول، برمنغهام، مانشستر، أيرلندا، إسكتلندا، بلفاست، وغيرها من المدن التي أصبحت اليوم كنائس حيّة، نمت من بذار زرعها بكل أمانة وإخلاص.

 

تميّز القمص أنطونيوس بثقافة كتابية وروحية غنية، وكاريزما قيادية فريدة، جعلت منه مرشدًا ومرجعيةً للعديد من الكهنة والخدام، داخل مصر وخارجها. خدم الرعية القبطية في بريطانيا باجتهاد ورؤية، وفتح أبواب الكنيسة للوافدين من كل الاتجاهات: للدراسة، أو العلاج، أو الإقامة، مقدمًا نموذج الأب الحنون والسفير الكنسي الهادئ والحكيم.

 

وانتقل إلى السماء بعد رحلة كهنوتية امتدت لأكثر من 52 عامًا من الخدمة المخلصة والتفاني، في يوم الإثنين 7 يوليو 2025م، في هدوء يليق بقديس عاش وخدم في صمت ووقار.

 

ستُقام صلوات التجنيز على روحه الطاهرة يوم الجمعة 18 يوليو 2025م، في تمام الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت لندن (1:30 ظهرًا بتوقيت القاهرة)، وسط حضور محبيه وأبنائه الروحيين ومجمع كهنة الإيبارشية.

تعزيات :

يتقدم المفكر الإقتصادى ناصر عدلي رئيس مجلس إدارة المواطنة نيوز والأمين المساعد للحزب الجمهورى بخالص العزاء لنيافة الحبر الجليل الأنبا أنجيلوس، أسقف إيبارشية لندن، ولمجمع الكهنة الأجلاء، ولأسرته المباركة، ولجميع أولاده ومحبيه في كل مكان.

 

نطلب من الرب نياحة لروحه الطاهرة، وشركة مع قديسيه، وتعزيات سماوية لكل من أحبوه وتعلّموا من حياته وخدمته.

“طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا”

(متى 24: 46)

 

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات