صادق رؤوف عبيد يرثى الآب سمعان شحاتة

فقد جفا عيني النوم حين قرأت تعليقات قاسية من أهلي الأقباط

في هذا ما كنت أتمني أن أقرأها ما دمت حياً.

فقد سالت الدموع أنهاراً علي رحيل الأب الفاضل القمص سمعان شحاتة

بهذه الطريقة الوحشية

من قبل شاب ليس مختلاً كما إدعي البعض

ولكنه بالفعل ضحية من ضلله.

والقاتل قد قتل رجلاً واحداً
“”””””””””””””””””””””””

أما من حرضه فقد قتل إثنان.
“”””””””””””””””””””””””””

قتل القتيل و قاتل القاتل أيضاً.
“””””””””””””””””””””””””””””

و لكن ما كان هذا مبرراً أن ينزلق بعض الشباب القبطي

الي ظلم أشقائنا المسلمين بكلمات ومعاني لا أملك إلا الإعتذار عنها.

وهذا هو خير رثاء لأب فاضل كالقمص سمعان شحاتة إبن قرية

طمبدي مركز مغاغة.

فالرجل لم يكن فقط مجاملاً لأشقائنا المسلمين في تلك القرية

بل كان حبه للجميع صادقاً.

وكان حب الأشقاء المسلمين له حباً

ليس فرضاً بل حبٌ صادق عميق.

وكان حزن أهل الصعيد عليه

من شيوخ الأزهر الشريف الصادقين

أكثر من حزن الكثيرين.

ولن أرثي الرجل اليوم إلا بكلمة صدق ووفاء.

وقد تحدثت اليوم مع أسرة شقيق غالً علي قلبي

من صعيد مصر فضيلة الشيخ اسامه السيوطي

وتواصلنا معاً منذ سويعات قليلة,,

و حزنه والشخصي عارم و تعازيه لأسرة

الأب الفقيد عميقة و صادقة.

و اليوم أكتب في رثاء أب وقمص جليل دفع حياته ثمن إيمانه وعقيدته

أعاتب صادقاً بعض الشباب الأقباط

وإن كنت أتفهم مشاعرهم.

و لكني أقول لهم

حاشا بمن يريد السير في خطي المسيح أن يكون ظالماً.
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””

أعلم أن كلمة الظلم كلمة قاسية في مثل هذه المواقف

ولكن لنراجع أنفسنا.

نعم الأب الشهيد لاقي ربه مظلوماً

و لكن أليس من يسئ الي

الأشقاء المسلمين الحزاني برحيل هذا الأب الفاضل

بدون ذنب إقترفوه

أيضاً بظالم؟

ولنبتعد لحظة عن البلاغة و لنقيس الأمور بميزان الحق و الواقع.

فقط نسبة تقارب الواحد في المائة فقط أو أقل

هي من تدعوا الي ما قام به هذا الشاب القاتل المضلل,,

أما الأغلبية الساحقة من أشقائنا المسلمين يبادلوننا المحبة الصادقة.

و مشاعر لن أقول واجب المواطنة

بل أصدق المشاعر الإنسانية والكثير من الإيمان المشترك.

إيمان بوحدانية الله و بإنتظار يوم القيامة و يوم الحساب .

ومعاً “ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهر الآتي”

كما علمنا قانون الإيمان

الذي تعلمناه في كل كنائسنا القبطية والكاثولوكية أيضاً.

فبماذا سنجاوب أمام الله لو سألنا

“كيف ظلمتم من أحبوكم

بذنب قلة ظلموكم؟

ألم يعلمنا السيد المسيح عليه السلام في موعظته علي الجبل قائلاً:

“إن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضلٍ لكم؟”
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””

فلنسأل أنفسنا بماذا سنجاوب لو إنه سألنا:

“كيف ظلمتم من أحبوكم بسبب قلة منهم ظلموكم؟”

أعلم أن هذه الكلمات قد تغضب مني

البعض من الغاضبين اليوم ,,

ولكن لعلي بها أُرضي ضميري وأُرضي ربي.

ومن يسعي لرضي الله

لا يعنيه رضي من سواه.

اللهم رحمة للاب الشهيد أطلب.

و هداية لمن حرض القاتل عليي قتله أللهم إمنح.

و حكمة و تعقلاً لكل من كتب كلماتاً قلسية

في حق أهلي المسلمين الصادقين يارب بها أنعم.

وسلاماً وخيراً من أجل مصر يارب أغدق.

وطنٌ اليه إلتجأت البتول أم المسيح و من نيله شربت.

فصار ماء النيل عذباً

طاهراً طهوراً

يرتوي منه أهل الأرض وطيور السماء.

احمي ربي مصر

إحمي ربي مصر

إحمي ربي مصر

بمسلميها و مسيحييها.

صادق رؤوف عبيد

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات