كتبت رانيا مجدي
أجريت اتصالا هاتفيًا بالدكتورة سعاد صالح أستاذة ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية فى جامعة الأزهر، وعميدة سابقة لكلية الدراسات الإسلامية، لإجراء حوار صحفى معها، فبعد ترحيب منها بشخصى خلال المكالمة، حاولت الرفض بعلة أن جمهور «الفيس بوك» يجتزؤون تصريحاتها ويشنون عليها حروبا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ولكنى تعهدت لها بنشر تصريحات كاملة، وافقت وحددت لنا موعدا واستقبلتنا فى مكتبها بكلية الدراسة الإسلامية بجامعة الأزهر بمدينة نصر بالقاهرة.
سعاد صالح الملقبة بـ«مفتية النساء» كانت تتحدث مع ضيف لها عندما ذهبنا لمكتبها حول مسألة عمليات ترقيع غشاء البكارة للبنات، وهل تجوز أو لا تجوز، فدخلنا طرفًا فى النقاش، ثم انسحب الضيف، فاستكملنا حديثنا معها، فنتج هذا الحوار الممتلئ بالمفاجآت، فإلى نصه.
تقولين خلال حديثك إن عمليات ترقيع غشاء البكارة جائزة للبنات، فكيف ذلك؟
– لو لم تسترها ستقتل، وإن لم تقتل ستنحرف أو تشتغل راقصة ولن تجد ما يسترها، فالأفضل أن نعمل عملية ترقيع غشاء البكارة للبنت المغرر بها، والله سبحانه وتعالى يقول «وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ»، فعمليات الترقيع تجوز للبنات من أجل الستر عن نفسها، لأن عدم الستر سيتسبب لضرر لعائلة بأكملها.
ما رأيك فى الشباب التى تطالب البنات بكشوف عذرية قبل الزواج؟
– أنا لا أوافق أبدا على كشف العذرية، فلا يصح أن يطلب الخاطب من خطيبته كشف عذرية، فالخطوبة عبارة عن خطوة للزواج وليس زواجا.
بمناسبة تطرقنا إلى الحديث عن الزواج، فما حدود العلاقة بين الخاطب وخطيبته؟
– كل منهما أجنبى عن الآخر، لا خلوة بينهما، فالله سبحانه وتعالى يقول «فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ َيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ»، وهذا الكلام موجه لنساء الرسول صلى الله عليه وسلم.
هل هذا يعنى ألا يكون بينهما اتصالات فى التليفون؟
– يتكلموا فى التليفون، لكن الكلام لا يكون فيه ميوعة، ولا يحرك شهوتهما، وفى حالة وجود كلام بينهما يحرك الشهوة، فالاتصالات بينهما حرام.
وفقا لكلامك، لا يصح أن يقول الخاطب لخطيبته بحبك؟
– نعم، لا يصح أن يقولها بحبك، وأى كلام يدغدغ المشاعر بينهما لا يجوز ويخالف الشرع، لأنهما أجانب عن بعض، و«ميخرجوش مع بعض وميقعدوش مع بعض منفردين»، لأن الشيطان ثالثهما كما قال رسول الله، ولو قال الخاطب لخطيبته بحبك، تدعوه لتأجيل هذا الكلام لبعد الزواج، حتى لا يتطور الأمر.
لكن البعض يرى هذا نوعا من التشدد والغلو؟
– ليس تشددا، ولكنه من أجل المحافظة على العرض، فالمحافظة على الأعراض من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، فكشف الأعراض يترتب عليها اعتداء على شرف البنت.
ما رأيك فى الفتاوى التى تصدر عن التيار السلفى، خاصة المرتبطة بالمرأة؟
– لا أرى فتواهم إلا بعدما تنتشر بشكل كبير، أو عندما يبلغنى أحد بها، ومن الفتاوى التى تعجبت لها وكانت صادرة عن شيخ سلفى اسمه أبو إياد كانت عبارة عن توجيه للأزواج عن كيفية التمكن من ضرب الزوجة، ونصح خلالها الرجال بأن يضربوا زوجاتهم بعيدا عن الأولاد حتى لا يتأثر ببكاء الأولاد، لأنه عندما يتأثر ببكاء الأولاد سينعكس على أيده بالاهتزاز ولن يكون الضرب قويا، فهل تتصور أن هذه فتوى لشيخ سلفى، والسلفيون ينظرون للمرأة نظرة أنها متاع مملوك، وأنها قطعة أثاث فى البيت دون اعتبار لاستقلالياتها ولا لإنسانياتها ويتعاملون معها تحت بند الطاعة، وأن ليس لها كرامة، رغم أن المرأة حملة الأمانة كرجل.
.jpg)
المصدر اليوم السابع