رغم أن فلاديمير بوتين يُنظر إليه على أنه حاكم مستبد ومناور سياسي مخضرم، فإنه لا يجيد إخفاء مشاعره، وغالباً ما تعكس تعابير وجهه ما يدور في ذهنه. حتى أن السيناتور الأمريكي الراحل جون ماكين كان حين يمزح يقول إنه عندما كان ينظر في عيني بوتين، كان يرى ثلاثة أشياء: “KGB”، في إشارة إلى ماضيه كضابط في جهاز الاستخبارات السوفيتي. خطرت هذه العبارة ببالي وأنا أشاهد لقطات لزعيم روسيا جالساً قبالة مبعوثين أمريكيين في الكرملين، ولم يستطع إخفاء مشاعره؛ إذ بدا واثقاً بنفسه إلى حد كبير. فالرئيس بوتين يرى أن المدّ الدبلوماسي بات يميل لمصلحته، في ظل تحسّن العلاقات مع الولايات المتحدة وتحقيق مكاسب على أرض المعركة. ويقول بعض المحللين إن بوتين لا يملك حافزاً للتراجع عن مطالبه، التي تشمل تخلّي أوكرانيا عن نحو 20 في المئة من إقليم دونيتسك التي لا تزال خاضعة لسيطرتها؛ والاعتراف الدولي بجميع الأراضي المحتلة باعتبارها أراضي روسية؛ وتقليص الجيش الأوكراني إلى حد يفقده القدرة على التأثير؛ واستبعاد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الأبد.