في بعض قرى الجنوب اللبناني، لا سيّما ما يُسمّى بقرى الشريط الحدودي المقابلة لإسرائيل، لا شيء يوحي بأن الحرب قد انتهت.
لا تزال بلدات بأكملها منكوبة بينما عشرات الآلاف مهجرون غير قادرين على العودة إلى بيوتهم وقراهم. وفوق كل ذلك تستمر الغارات الإسرائيلية شبه اليومية على ما يقول الجيش الإسرائيلي إنها أهداف تابعة لحزب الله.
مرّ عام كامل من دون أي مظاهر عودة جماعية أو استعدادات لإعادة البناء ما عدا بعض المبادرات الفردية بما تيسّر. أما إعادة الإعمار المنهجية والمنظمة التي يُفترض أن تلي كل حرب، فتحوّلت إلى ورقة ضغط على حزب الله والناس والسلطات، ورقة شديدة الإيلام.
“لإعادة الإعمار شرط، وهو ليس بيدي ولا بيدك”، يقول محمد (ليس اسمه الحقيقي) بكثير من الأسى.
فقد بات مسلَّماً به أن لبنان لن يحصل على أي أموال خارجية لإعادة الإعمار قبل أن يسلّم حزب الله سلاحه وهو ما يرفضه الحزب بشكل قاطع خارج منطقة جنوبي الليطاني، وذلك بالرغم من أن الحكومة اللبنانية أقرّت خطة لنزع سلاح كل المجموعات المسلحة ومن ضمنها حزب الله، من كافة الأراضي اللبنانية.