بين الحرب والوباء.. الملاريا وحمى الضنك تحاصران السودان

وسط الخراب الذي خلّفته الحرب في السودان، لم يعد الرصاص وحده يهدد حياة الناس. ثمة عدو أصغر حجماً، لكنه أشد إصراراً على حصد الأرواح.. إنه البعوض. في الأزقة المظلمة، في مخيمات النزوح، وحتى داخل البيوت الغارقة في الظلام، ينتقل البعوض حاملاً الملاريا وحمى الضنك، ليخط فصول كارثة صحية تختبئ خلف دخان المعارك.

وفي بلد أنهكته المجاعة والحصار وانهيار الخدمات، قد تكون لسعة بعوضة كفيلة بسحب الإنسان إلى حافة الموت.

كارثة في المخيمات

في أحد مخيمات النزوح على أطراف “الضعين”، جلست أم تحت غطاء بلاستيكي مهترئ، تمرّر يدها على جبين طفلها الذي لم يتوقف عن الارتجاف منذ يومين. الحرارة تتصاعد، أنفاسه تتقطع، ووجهه يتصبب عرقاً. لا طبيب في الجوار، ولا دواء. فقط الصمت، والمطر، والبعوض الذي يحوم فوق الجسد المنهك بحثاً عن ضحية جديدة.

مرض قديم يعود أكثر شراسة

لم تعد الحرب وحدها تُزهق الأرواح، بل أصبحت الملاريا وحمى الضنك صامدة في حصاد الأرواح بصمت. المرض الذي عرفه السودانيون لعقود عاد هذا الموسم أكثر فتكا: أسرع انتشاراً، وأشد مقاومة، وأقسى على الأطفال والنازحين.

ومع ذروة موسم الأمطار، تحولت الأودية والخيران إلى برك آسنة، وصارت بيئة مثالية لتكاثر البعوض. وظهر نوع جديد أطلق عليه العلماء اسم “البعوض بروماكس” — يلسع ليلاً ونهاراً ويخترق حتى حماية الناموسية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات