“كَانَ مَحْبُوبًا عِندَ اللهِ وَالنَّاسِ، مُبَارَك الذِّكْرِ، فَآتَاهُ مَجْدًا كَمَجْدِ الْقِدِّيسِينَ”
(سفر يشوع بن سيراخ 45: 1-2)
في مشهد وطني وإنساني نادر، ودّعت مدينة بورسعيد الباسلة واحدًا من أعظم أبنائها وأكثرهم محبة واحترامًا، القمص بطرس الجبلاوي، الذي انتقل إلى السماء عن عمر ناهز 93 عامًا، تاركًا خلفه سيرة طاهرة ومجيدة، امتزجت فيها المحبة الكاملة بالوطنية العميقة.
ليس غريبًا أن يُجمِع الجميع على حبه، من مختلف الأجيال والانتماءات، فقد عاش الكاهن الجليل بين أبناء مدينته أبًا للجميع، مسيحيين ومسلمين، قريبًا من القلوب، حاضرًا في كل موقف، ناصحًا ومُحبًّا، وصوتًا للحق والحرية.
القمص بطرس لم يكن كاهنًا فقط، بل كان مقاومًا حقيقيًا، شارك في حرب 1956، وحمل السلاح ضد المحتل في قلب المعركة. لم يكتفِ بالصلاة والموعظة، بل وقف في منبر المسجد العباسي يخطب في أبناء بورسعيد، يحثهم على الثبات والمقاومة، في مشهد نادر يعكس عمق وحدته مع شعبه، وتفانيه من أجل وطنه.
وكانت جنازته اليوم تجسيدًا صادقًا لتاريخه، إذ حمله المواطنون على أكتافهم، ونعاه النادي المصري البورسعيدي في بيان مؤثر، يعبّر عن مكانته الشعبية، كما نعاه محافظ بورسعيد، والجهات الأمنية، والقوات المسلحة، تقديرًا لدوره الوطني وتاريخه المُشرف.
باسمه، تلتقي قلوب بورسعيد… وتبكيه مدينة كاملة، عرفته وعاش فيها، وصنع فيها محبة لا تزول.
خالص العزاء:
يتقدم المفكر الإقتصادى ناصر عدلي رئيس مجلس إدارة المواطنة نيوز والأمين المساعد للحزب الجمهوري بخالص العزاء إلى صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا تادرس مطران بورسعيد، وإلى أباء مجمع إيبارشية بورسعيد، وإلى أسرة الأب المتنيّح، إخوته وأبنائه وكل أبناء خدمته، داعين الله أن يُعزّي قلوب محبيه، ويمنح هذا الأب الجليل الراحة في فردوس النعيم.
سيبقى اسمك محفورًا في ذاكرة الوطن والكنيسة، أيها الكاهن الفدائي…
المجد لذكراك، والسلام لروحك