مجدداً يعود الخلاف المصري الإماراتي بشأن السودان إلى الواجهة بعد ما عده خبراء إعادة تموضع لدور مصري أكثر حيوية في الصراع الذي دمر السودان .. فما هي حدود ذلك الخلاف؟ وكيف يمكن أن تؤثر زيارة السيسي لأبو ظبي على الأمر؟
رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد (يمين) وهو يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المطار الرئاسي في أبوظبي في 4 يونيو 2025
يعتقد خبراء أن زيارة السيسي للإمارات ستتناول الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع ومحاولة مصر لوقف الحرب وعدم تحولها إلى حرب أهليةصورة من: Hamad al-Kaabi/UAE PRESIDENTIAL COURT/AFP
إعلان
وصل الرئيس المصري يوم الأربعاء (4 يونيو/حزيران 2025) إلى أبوظبي في زيارة “أخوية” إلى دولة الإمارات وفق توصيف وكالة أنباء الإمارات ( وام )، وكان رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد كان في استقباله لدى وصوله إلى مطار الرئاسة.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي ، في بيان نشرته الرئاسة على صفحتها بموقع فيسبوك، أن الرئيسين عقدا اجتماعاً تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها بما يحقق مصالح الدولتين وتطلعات شعبيهما وبشكل خاص في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وعلى مدى عامين هما عمر الحرب الطاحنة التي تدور رحاها في السودان، كانت كل من مصر والإمارات على طرفي نقيض من النزاع.
فالإمارات وبحسب تحقيقات استقصائية وبيانات صدرت عن جهات تابعة للأمم المتحدة، دعمت قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني بأشكال مختلفة، إلى جانب استمرار تدفق الذهب السوداني الخام إلى الإمارات والذي استخدمت قوات الدعم السريع عائداته في التسليح، بحسب ما جاء في تلك التحقيقات الصحفية.
على جانب آخر، لم يتغير الموقف السياسي المصري والذي ظل ثابتاً على مدى عقود بدعم حكومات الدول والجيوش الرسمية التابعة لها، لكنها في الوقت ذاته ارتبطت بعلاقات جيدة نسبياً مع قيادات الدعم السريع، وهي العلاقات التي شهدت ارتفاعات وانخفاضات على مدار فترة الحرب.
مصر في قلب تحركات أمريكية من أجل السودان
لكن وخلال الأيام الأخيرة، بدا وكأن هناك دور مصري يعاد هيكلته وتشكيله من جديد في المسألة السودانية، إذ تلقى وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً من مسعد بولس المستشار الأمريكي رفيع المستوى بشأن أفريقيا، تناول فيه الشأن السوداني ضمن قضايا أخرى.
أيضاً، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن نائب وزير الخارجية كريستوفر لاندو ومستشار الشؤون الأفريقية مسعد بولس عقدا اجتماعاً في العاصمة الأمريكية واشنطن مع سفراء كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وذلك في إطار التشاور بشأن تطورات الوضع في السودان.