في مشهد مأساوي هزّ مشاعر الجميع، استقبلت مستشفى سوهاج الجامعية الجديدة، مساء أمس، سيدة ونجلها في حالة حرجة إثر تسمم شديد ناتج عن تناول “حبوب حفظ الغلال”، لتنتهي الواقعة نهاية مفجعة بوفاة الطفل أولًا، ثم لحقت به الأم بعد ساعات، متأثرة بالتسمم، والانهيار النفسي.
بدأت تفاصيل الحادث الأليم ببلاغ رسمي تلقاه قسم شرطة ثانٍ سوهاج، يفيد بوصول “س. أ. م. س”، ربة منزل تبلغ من العمر 45 عامًا، وابنها “أدهم ع. م. ع”، الطالب ذو الأربعة عشر عامًا، من مركز طما، مصابين بحالة تسمم حادة نتيجة تناول مادة سامة داخل عصير.
ورغم محاولات الأطباء المضنية لإنقاذهما، لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة أولًا، بينما نُقلت الأم إلى المستشفى في حالة حرجة، قبل أن تُعلن وفاتها لاحقًا متأثرة بما تناولته، وما مرت به من ضغط نفسي مدمر.
التحقيقات الأولية كشفت أن السيدة اتصلت بشقيقتها “إ. م. س”، فنية تمريض تبلغ من العمر 38 عامًا، وزوج شقيقتها “أ. ع. أ”، عامل يبلغ من العمر 43 عامًا، وأخبرتهما هاتفياً بأنها أقدمت على تناول “حبوب الغلال” هي وابنها أثناء وجودهما بأحد المطاعم في دائرة قسم ثان سوهاج، بسبب ما تعانيه من ضغوط مالية خانقة ومشكلات أسرية لا تحتمل.
وأكد الشهود من أقاربها أن الأم لم تتهم أحدًا بالتسبب في الحادث، كما لم تُبدِ أي مؤشرات لنية القتل أو إيذاء النفس مسبقًا، مما يرجح أن الحادث نجم عن لحظة يأس دفعتها للانهيار.
وتم تحرير محضر بالواقعة، وإحالته إلى جهات التحقيق، بينما تركت الحادثة أثرًا بالغ الحزن، وأعادت تسليط الضوء على الأزمات النفسية التي قد تدفع البعض إلى حافة الانهيار.