شعور الفرحة بالعودة من حياة النزوح كاد أن يتحول إلى مأساة بالنسبة لتلك العائلة عندما اكتشفوا أن المنزل، الواقع في حي قشطة المتاخم للحدود مع مصر، كان مليئا بالذخائر غير المنفجرة، بما في ذلك أنابيب غاز وأسلاك موصولة بأجسام صلبة.

قرر حسين الانسحاب على عجل دون أن يحرك أي شيء في المنزل، وكأن القدر ألهمه بوجود خطر قادم. وبعد دقائق من مغادرته، دوّى انفجار هائل سوى المنزل بالأرض، ليكتب النجاة له وإخوته.

يقول حسين لـ”سكاي نيوز عربية” وهو يشير إلى ركام منزله: “الحمد لله نجونا بأعجوبة.. دقائق فصلتنا عن الموت. لكن الخوف لا يزال يلاحقنا، فكل خطوة نخطوها قد تكون الأخيرة”.

وفي مدينة خان يونس، انفجر لغم أرضي في جرافة فلسطينية أثناء عمليات تسوية إحدى الشوارع، مما أسفر عن إصابة 5 أشخاص، بينهم اثنان بجروح خطيرةالألغام الأرضية... إرث قاتل يهدد حياة السوريين

“الذخائر العمياء” في سوريا.. خطر يهدد الحياة ويعيق الإعمار

 مخلفات الحرب.. رعب يومي

يعيش سكان غزة وسط مخاطر هائلة بسبب الذخائر الإسرائيلية والفلسطينية التي لم تنفجر خلال الصراع العسكري الطويل بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى.

وقد امتد هذا الصراع لنحو 15 شهرا، تاركا وراءه آلاف القذائف والعبوات الناسفة التي تشكل تهديدًا دائمًا لحياة المدنيين.

وتتركز الذخائر غير المنفجرة بشكل كبير في شمال قطاع غزة، حيث خاض الجيش الإسرائيلي أشرس معاركه.

ورغم عودة آلاف الفلسطينيين إلى المنطقة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي رعته كل من قطر ومصر والولايات المتحدة، إلا أن الكثيرين غادروها مجددًا بسبب الدمار الهائل وعدم توفر المستلزمات الأساسية للحياة، بالإضافة إلى الخوف الدائم من انفجار الذخائر.

يقول محمد بارود (51 عاما)، أحد سكان مخيم جباليا: “لا يوجد بيت، ولا ماء، ولا طرق، ولا أي شيء. وفي أي لحظة، قد نصبح ضحايا للذخائر التي لم تنفجر”.

ويشير بارود إلى صاروخ وسط منزل مدمر مجاور لمنزله، لم ينفجر بعد.

لكن آخرين لا يزالون يعيشون وسط الركام، مثل محمد المنيراوي الذي لم يغادر شمال القطاع مثل مئات الآلاف من الفلسطينيين عندما بدأت إسرائيل الحرب على غزة ردًا على هجوم السابع من أكتوبر 2023.

يقول المنيراوي (37 عامًا) لـ”سكاي نيوز عربية”: “نعيش في خوف دائم، لكننا لا نملك خيارًا آخر. الحرب تركتنا بلا مأوى ولا أمان”.

أخبار ضحايا الحرب على غزة