غزة نموذج العطاء والوفاء : شعارها ومنهجها تربية البشر قبل بناء الحجر غزة، تلك القطعة الصغيرة من الأرض، لم تكن يومًا مجرد رقعة جغرافية؛ بل هي رمز للصمود، الوفاء، الصبر، الشجاعة، والإيثار.
هي مدرسة لتربية البشر قبل بناء الحجر.
تقدم غزة للعالم نموذجًا فريدًا في التربية بالقدوة، الإيمان بالقضية، والإصرار على الحق والدفاع عن قضيتهم.
الصمود والوفاء:
رغم القصف، إغلاق المعابر، والحصار، لم تفقد غزة روحها. هي تعبير عن قلب نابض، وإن سالت منه الدماء، فهو ينبض حبًا للحق والعدالة. هي تعبير عن وجدان صادق في عهده مع الله لنصرة الحق والحفاظ على العهد والوعد بالنصر.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” [آل عمران: 200].
فالصبر والمصابرة جزء لا يتجزأ من حياة أهل غزة.
الدفاع عن الكرامة:
تدافع غزة عن كرامة أمة تاهت بين تبعية عمياء لنظام عالمي جديد يدعو إلى الفردية وإعلاء الأنا، وبين آلة عسكرية مارست كل أشكال التدمير للحجر والبشر، هذه القوة الغاشمة مارست كل أشكال الضغوط لتركيع غزة، ولكنها فشلت ومن معها فى تحقيق أهدافها المعلنة والخفية، أعلنت غزة انها نجحت فى الاختبار بينما رسب كل من راهن على اخفاقها
نجحت فى تربية جيل يحمل راية الدفاع عن العرض والأرض المقدسات، بينما فشل كل من راهن على تطبيع مزيف او تهميش لقضية اضحت شعارا للضمير العالمى.
شعار غزة على مدار تلك الحرب الغاشمة كان دوما الاستعانة بالله والصبر على كل مصيبة، إيمانا منهم بأن الله معهم ولن يخذلهم وان خذلهم العالم كله.
قال تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ” [البقرة: 156].
الصمود والإصرار:
أيقظت غزة ضمير العالم وسطرت بحروف من نور معنى العزة والكرامة. أعطت فلذات أكبادها من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب فداءً للدفاع عن حق مستحق انتزع بالقوة الجبرية.
قال تعالى: “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ” [النحل: 127].
هي تمثل درسًا في الشجاعة والإيمان بالنصر.
الأمل والإيمان:
رغم كل الجراح، تستمر غزة في الدفاع وتضمد جراحها وتودع قوافل الشهداء. يبتسم لها صباح يوم من أيام شهر رجب شهر الله وهي على يقين أن من نصر الله ينصره.
قال تعالى: “إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ” [غافر: 51].
هي قصة إيمان وعهد لن ينكسر. وأخيرا غزة، رغم كل ما مرت به وما تمر به، تعبر لنا عن حقيقة أن البناء الحقيقي هو بناء البشر وليس الحجر.
هي مثال حيّ على كيف يمكن للتربية بالقدوة والإيمان بالقضية أن يحافظ على العهد والوعد بالنصر.
هنيئًا لك غزة العزة، هنيئًا لك هذا الصمود والكرامة.
إنك نموذج للعطاء والتضحية، ودرسًا للأجيال في الصبر والشجاعة والإيمان. من نصر الله ينصره.
دكتور. صلاح عبد السميع.