فاطمة ناعوت تكتب علي شرف قداسة البابا تواضرواس

نحن اليوم على شرف رجل نبيل أثبت وطنيته في المحكات الصعبة، وأثبت وفاءه غير المشروط للوطن. صيدلانيٌّ نابه، نال زمالة الصحة العالمية بانجلترا، قبل أن يُلقي بجميع درجاته العلمية، ليغدو راهبًا ثم بطريركًا. قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني، (عطية الله) لمصر

في صالون يونيو، حلَّ قداسةُ البابا المعظّم تواضروس الثاني، ضيفًا كريمًا على صالوني الشهري. ناقش صالون يونيو موضوع: (قيمةُ الوطن)؛ والبابا هو الأجدرُ للحديث عن قيمة الوطن. فلن تنسى مصرُ، ولا المصريون، وقوفَ البابا سندًا للوطن في لحظات عسرة من تاريخ مصر، وتقديمَه صالحَ مصرَ على كلِّ شيء، في أحلكِ الأزمات. وسيذكرُ التاريخُ حرصَه الحاسم على إعلاء اسم مصرَ أمام العالم، في جميع أسفاره ولقاءاته مع رؤساء العالم وكبار مسؤوليه، فهو خيرُ سفير لمصر. لم يُهِن اسمَ مصرَ. ويفوّتُ الفرصةَ على خصوم مصر الذين يحاولون الاصطيادَ في الماء العكر، بعد كل حادثة إرهاب تستهدفُ الكنائس. ويردُّ الإرهاب إلى المتطرفين الذين تواجههم الدولةُ والجيشُ والشرطةُ والشعبُ المصريُّ كلُّه، بمسلميه ومسيحييه. هكذا الوطني الشريف. ولا عجبَ وهو القائلُ: “وطنٌ بلا كنائسَ، خيرٌ من كنائسَ بلا وطن.”
تحدث البابا مع جمهور الصالون حول قيمة الوطن لدى الإنسان. وفي فقرة “مصريات” الشهيرة، تكلمت عن: “الوطن عند السلف الصالح”، وكيف كانت “مصرُ” تميمةَ النجاة عند (الجدّ المصري القديم)، أو (السلف الصالح).
عوّدنا باباواتُ الكنيسة المصرية، جيلاً بعد جيل، وعهدًا بعد عهد، على أن يقدّموا لنا نحن المصريين -درسَ الوطنية المدهش، والحبّ غير المشروط لمصر أرضًا وبشرًا. يشهدُ التاريخُ لأقباط مصر معدنَهم النقيّ الذي لا يتبدّل مهما قدّموا من أرواح شهدائهم؛ فداءً لمصر. هكذا المعادنُ الشريفة والأحجارُ الكريمة، كلما صُهرت في النار؛ ازداد نقاؤها وعلت درجاتُ بريقها.
بعد ذيوع أخبار الصالون وضيف شرفه الكبير، انهالت على صفحاتي في فيسبوك وتويتر وانستجرام شلالاتٌ من الفرح في صورة تعليقات جميلة سعيدة باستضافة قداسة البابا. واسمحوا لي (اليومَ فقط)، أن أكون (طائفيةً) وأختارُ لكم تعليقاتٍ للمسلمين فقط. فأنا أمارسُ الانتقاءَ الطائفيّ في اختيار الكلمات، لتوصيل رسالة مفادها: أننا شعبٌ واحدٌ كالصخر، مستحيلٌ شقُّ صفّنا مهما حاول المرتزقةُ خصوم الوطن.
(كل جملة من كلام قداسة البابا في حق الوطن منذ ٢٠١٢ وحتى اليوم تستحق أرفع الأوسمة. من مسلم/ المنيا. فؤاد صلاح سلمان)، (أهلا بقداسة البابا تواضروس في صالونك يا أستاذة، اختيار جميل لرجل يعبّر كل يوم عن وطنيته العميقة. ويكفي أن معنى اسمه هو (عطية الله). فهل أجمل؟ أحمد أحمد)، (ربنا حما مصر باتنين لا غنى عنهما: الرئيس السيسي والبابا تواضروس. ربنا يحفظهم لنا ولمصر هما هدية الله لنا. وفاء حسين) (رجل محترم مصري أصيل، أنا بحبه جدا وبحب أستمع لحكمته، ولا أنسى مواقفه حين حُرقت بيوت الله. محمد السيد)، (تحية لقداسة البابا. صاحب دور وطني لا ينكره أحد. ولولا حكمته في معالجة الأمور كلما أشعل الإخوان الفتنة الطائفية في مصر، وتصديه للأمريكان في محاولة تدخلهم في شؤون مصر، اضاعت مصر. الشاعر محمد الهباش)، (لقداسة البابا تواضروس هو القدوة الحسنة لإخواتنا المسيحيين. لأني لمست خلال نشأتي بينهم أن لديهم مبادئ وقيم وحب وعطاء وتسامح ولا يعرفون الغدر، وتعلمت منهم الكثير. بيري أحمد)، (حرصتُ على التواجد في السفارة المصرية في كوبنهاجن أثناء زيارة قداسة البابا رغم مرضي، لأنني أحترمه وأحب حديثه الشيق. نادية عيساوي)، ( لن يستطيع المرء أن يعطي قداسة البابا تواضروس حقه مهما كتب. هو منارة حقيقية لمكارم الأخلاق والتسامح والمحبة والثقافة. مصر محظوظة لوجود البابا تواضروس تحت سمائها. محمد عيد باشا)، (كل الحب والإجلال لقداسة البابا تواضروس لوقوفه جوار شقيقه شيخ الأزهر في ٣٠ يوينو مع الرئيس السيسي لإنقاذ مصر من الضياع. محمد أبو عاشة)، (يكفينا حديثه عن مصر في جولته الأوروبية. كنت أخشى على الكنيسة بعد رحيل البابا شنودة، لكن البابا تواضروس ملأ الفراغ. أبو كنزي ) ، (تحية لقداسة البابا الوطني اللي قال لو حرقوا كنائسنا، سنصلي مع إخواتنا المسلمين في المساجد، وإذا حرقوا المساجد نصلي سوا في الشوارع. فأعطى درسًا في المحبة. من مسلم أسيوطي. محرم قميص الخشتي). وليتَ المقالَ من ألف صفحة، لأنشرَ جميعَ برقيات المحبة لقداسته من المصريين الوطنيين الشرفاء.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات